هذا الحبيب يا محب
( نظرا لكثرة ما جمع وألف في الدين في هذا الفن ـ السيرة ـ فإني تجنبا للتكرار والإطالة والاختصار ـ سلكت بتوفيق الله مسلكا في جمعه وتأليفه ما جعله بفضل الله تعالى أمثل ما كتب في هذا الفن سهولة ووضوحا وشمولا مع حسن تبويب ، وجمال التفصيل ، وزانه ما امتاز به من ترصيع كل مقطوعة منه بذكر نتائجها وعبر قد لا تخلو منها في غالبها . فكان بحمد الله تعالى كتاب البيت المسلم الذي يشيع بين أفراده حب الحبيب المصطفى وينير ببيان حسن الأسوة معالم الهدى ، في دروب الحياة كلها الدينية منها والاجتماعية والسياسية ولهذا فإني أدعو أهل كل بيت مسلم أن يجتمعوا على قراءته فيقتطعوا نصف ساعة من يومهم ـ أو ليلتهم ـ يقرءون فيها صفحة أو صفحتين حسب طول المقطوعة من الكتاب وقصرها ، ويقفون على ما فيها من النتائج والعبر يقوّون بذلك إيمانهم وينمّون معارفهم ويهذبون أخلاقهم . وأعظم من ذلك اكتسابهم حب نبيهم وحب أهل بيته الطاهرين وصحابته الغر الميامين ) .
ولد في قرية ليوا جنوب بلاد الجزائر عام 1921م ، وفي بلدته نشأ وتلقى علومه الأولية ، وبدأ بحفظ القرآن الكريم وبعض المتون في اللغة والفقه المالكي ، ثم انتقل إلى مدينة بسكرة ، ودرس على مشايخها جملة من العلوم النقلية والعقلية التي أهلته للتدريس في إحدى المدارس الأهلية، ثم ارتحل مع أسرته إلى المدينة المنورة ، وفي المسجد النبوي الشريف استأنف طريقه العلمي بالجلوس إلى حلقات العلماء والمشايخ حيث حصل بعدها على إجازة من رئاسة القضاء بمكة المكرمة للتدريس في المسجد النبوي فأصبحت له حلقة يدرس فيها تفسير القرآن الكريم والحديث الشريف وغير ذلك، كما عمل مدرساً في بعض مدارس وزارة المعارف وفي دار الحديث في المدينة المنورة وعندما فتحت الجامعة الإسلامية أبوابها عام 1380هـ كان من أوائل أساتذتها والمدرسين فيها وبقي فيها حتى أحيل إلى التقاعد عام 1406هـ.
صاحب الترجمة أحد العلماء النشطين الذين لهم جهودهم الدعوية في الكثير من البلاد التي زارها وما يزال حتى إعداد هذه الترجمة يقوم بالوعظ والتدريس في المسجد النبوي الشريف ويجتمع إليه عدد كبير من المستفيدين.